عايز ترتاح من وجع الرقبة: كل ما تريد معرفته عن علاج الغضروف العنقي بطرق طبية وآمنة 

يعاني كثير من الأشخاص من آلام الرقبة المستمرة التي قد تمتد إلى الكتف أو الذراعين ويكون السبب في كثير من الأحيان هو الانزلاق الغضروفي العنقي الذي يحدث نتيجة ضعف أو تآكل الغضاريف الموجودة بين فقرات الرقبة ويبحث المريض دائمًا عن أفضل الطرق التي تساعده على التخلص من الألم واستعادة حياته الطبيعية وهنا يظهر الاهتمام الكبير بموضوع علاج الغضروف العنقي سواء بالطرق التحفظية أو العلاج الطبيعي أو من خلال التدخل الجراحي في بعض الحالات المتقدمة

ما هو الغضروف العنقي وأسباب الإصابة به

الغضروف العنقي هو الوسادة اللينة التي تقع بين فقرات العمود الفقري العنقي وتعمل على امتصاص الصدمات وحماية الأعصاب من الضغط ومع التقدم في العمر أو بسبب العادات الخاطئة مثل الجلوس لفترات طويلة أمام الكمبيوتر أو استخدام الهاتف بشكل مفرط يحدث تآكل أو انزلاق في هذه الغضاريف مما يؤدي إلى الضغط على الأعصاب والشعور بآلام شديدة هذا ما يجعل علاج الغضروف العنقي أمرًا ضروريًا لكل من يعاني من هذه المشكلة خصوصًا أن الألم قد يؤثر على القدرة على النوم أو العمل أو ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي

أعراض الانزلاق الغضروفي العنقي

تظهر أعراض الانزلاق الغضروفي في الرقبة بشكل تدريجي وقد تكون في البداية مجرد آلام بسيطة ثم تتطور لتصبح أكثر حدة ومن أبرز الأعراض وجود ألم شديد في الرقبة يمتد إلى الكتف والذراع إضافة إلى الشعور بالتنميل أو الوخز في اليدين أو الأصابع وأحيانًا قد يحدث ضعف في العضلات وصعوبة في تحريك الرقبة هذه العلامات جميعها تستدعي اللجوء إلى الطبيب لتشخيص الحالة والبدء في علاج الغضروف العنقي في أسرع وقت حتى لا تتفاقم الأعراض ويزداد الأمر سوءًا

التشخيص الصحيح لبدء علاج الغضروف العنقي

يعتمد الطبيب على مجموعة من الفحوصات لتحديد سبب الألم وتشخيص الانزلاق الغضروفي بدقة وتشمل هذه الفحوصات الأشعة السينية والرنين المغناطيسي وأحيانًا الأشعة المقطعية كل هذه الوسائل تساعد على معرفة درجة تآكل الغضروف وحجم الضغط على الأعصاب وبناءً على ذلك يتم تحديد خطة علاج الغضروف العنقي المناسبة لكل حالة حيث أن بعض المرضى يحتاجون فقط إلى العلاج الدوائي والراحة بينما البعض الآخر قد يحتاج إلى تدخل جراحي

العلاج التحفظي للغضروف العنقي

يعتبر العلاج التحفظي هو الخطوة الأولى في علاج الغضروف العنقي حيث يعتمد على استخدام الأدوية المسكنة ومضادات الالتهاب مع الراحة وتجنب المجهود الشديد كما ينصح الأطباء المريض باستخدام الكمادات الدافئة أو الباردة على منطقة الرقبة لتقليل الألم والتورم وفي هذه المرحلة قد يصف الطبيب أيضًا بعض الأدوية المرخية للعضلات التي تساعد على تخفيف التشنجات العضلية الناتجة عن الانزلاق الغضروفي وإذا استجاب المريض لهذه الطرق يمكنه تجنب الحاجة للجراحة

العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل

العلاج الطبيعي يلعب دورًا كبيرًا في علاج الغضروف العنقي حيث يساعد على تقوية عضلات الرقبة وتحسين مرونتها وبالتالي تقليل الضغط على الأعصاب يشمل العلاج الطبيعي مجموعة من التمارين العلاجية التي يقوم بها المريض تحت إشراف مختص إضافة إلى جلسات العلاج اليدوي وتقنيات التدليك التي تساعد على تنشيط الدورة الدموية والتقليل من التشنجات كما قد يستخدم المختص أجهزة كهربائية مثل التنس أو الموجات فوق الصوتية التي تساعد على تخفيف الألم وتسريع التعافي العلاج الطبيعي لا يقتصر فقط على جلسات في المركز بل يمتد أيضًا إلى التزام المريض بتمارين منزلية للحفاظ على نتائج علاج الغضروف العنقي

التدخل الجراحي لعلاج الغضروف العنقي

في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج التحفظي أو الطبيعي يضطر الطبيب إلى اللجوء للجراحة وتتنوع أنواع العمليات الجراحية التي يمكن أن تتم حسب حالة المريض وحجم الانزلاق من أشهر هذه العمليات استئصال الغضروف العنقي أو تثبيت الفقرات وفي بعض المراكز الطبية يتم إجراء جراحات دقيقة باستخدام المنظار مما يقلل من المضاعفات ويسرع من فترة الشفاء وعلى الرغم من أن فكرة الجراحة قد تكون مقلقة إلا أنها تمثل الحل الأمثل في بعض الحالات التي تعاني من آلام شديدة أو ضعف عضلي مستمر ولا يتحسن إلا بالتدخل الجراحي

تقنيات حديثة في علاج الغضروف العنقي

مع التقدم الطبي ظهرت العديد من الطرق الحديثة التي تساعد على علاج الغضروف العنقي بدون تدخل جراحي كامل ومن أبرز هذه الطرق تقنية التردد الحراري التي تعمل على تقليل الألم الناتج عن ضغط العصب كذلك تقنية الحقن الموضعي بالكورتيزون التي تساعد على تخفيف الالتهاب بسرعة إضافة إلى وجود جراحات بالمنظار تسمح للطبيب بإصلاح الغضروف دون الحاجة إلى فتح جراحي كبير هذه الأساليب الحديثة أصبحت تمنح المريض فرصة أكبر للتعافي مع تقليل فترة النقاهة

نصائح وقائية بعد علاج الغضروف العنقي

بعد الخضوع لأي نوع من أنواع علاج الغضروف العنقي يجب على المريض الالتزام بعدة نصائح مهمة حتى لا تتكرر المشكلة مرة أخرى ومن أبرز هذه النصائح تجنب الجلوس لفترات طويلة بطريقة خاطئة والحفاظ على استقامة الرقبة أثناء استخدام الهاتف أو الكمبيوتر كذلك يجب الاهتمام بممارسة تمارين الرقبة بانتظام لتقويتها إضافة إلى الحفاظ على وزن صحي لأن السمنة تمثل عبئًا إضافيًا على العمود الفقري هذه الخطوات الوقائية تساهم في حماية المريض من تكرار الانزلاق الغضروفي

متى يجب زيارة الطبيب بشكل عاجل

هناك بعض الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب فورًا عند الشعور بآلام الرقبة خصوصًا إذا كان الألم مصحوبًا بتنميل في الأطراف أو ضعف شديد في العضلات أو فقدان القدرة على التحكم في التبول أو الإخراج هذه الأعراض قد تشير إلى وجود ضغط شديد على الحبل الشوكي مما يتطلب التدخل السريع لتفادي المضاعفات الخطيرة وفي مثل هذه الحالات يكون علاج الغضروف العنقي من خلال الجراحة أمرًا لا مفر منه للحفاظ على سلامة المريض